*

لماذا هذا الموقع؟

فى رحلة بناء بيت العمر مهما اختلفت تسميته سواء بناء فيلا أو بناء عمارة أو بناء منزل ، نمر بكثير من المراحل ونحتك بكثير من الشخصيات والوثائق والجهات ، ونحن فى هذا نحتاج لأحد أمرين:
إما
1. أن نستعين بمن يرشدنا فى كل خطوات البناء. 
أو 
2. أن نكون على دراية بكل خطوات البناء لنؤديها بطريقه صحيحة بدلا من التخبط فى محاولات فاشلة.

مثال:
خلال مسيرتي المهنية (ماذا عنِّي؟) قد قابلت الكثيرين ممن يفكرون بعمل بدروم وهم يتساءلون ، هل هو مجدي أم لا؟ هل ستزيد التكلفة كثيرا عليَّ أم أنها في حدود المعقول؟ وما الفائدة التي ستعود عليا منه في المقابل؟ الى غيرها الكثير من الأسئلة المشروعة والمطروحة.
اقرأ أيضاً:
ابني بدروم أم لا أبني؟
أفكار تزيد من تكفة البدروم
سؤال وجواب بخصوص البدروم

تكون بداية أى منشأ هى:

تصميم معماري
وهذا يقوم به مهندس معماري يعمل التصميم وفى الأغلب الأعم يكون مسئولا  أيضا عن استخراج رخصة البناء لأن المخططات المعمارية يجب أن تتوافق مع متطلبات رخصة البناء التى تختلف من مكان الى آخر على حسب الموقع والحى والشارع والبلدية (وأحيانا الدفاع المدني) الواقع فى نطاقها العقار الجديد، والمهندس المعماري الموهوب والمتمرس يكون له خبرة بهذه المتطلبات ويستطيع الاستفسار عما استحدث منها إن لزم.


لكن خلال مشاهداتى رأيت أيضا من يتصور امكانية الحصول على تصميم فيلا مجانا أو بأقل تكلفة ممكنة وذلك عن طريق اللجوء إلى جمع خرائط منازل من أصدقاء سبقوه فى خبرة البناء ("خرائط" تسمية مرادفة ل"مخططات" أو "رسومات" حسب اللهجات المختلفة). كما نرى على مواقع الانترنت من يبحث عن تصاميم فلل أو تصاميم منازل أو واجهات فلل ، وهو يحاول الحصول على تصميم فلل بأى عدد ممكن وأى مساحة ممكنة.

والحق يقال إن هذه المحاولات فى عمومها لا تخرج عن نطاق "المشروعية"، فمن يعرض مخططاته على الانترنت (سواء مهندس أو صاحب عقار) ، ومن يقرض مخططات بيته لصديقه فهو - من حيث المبدأ - يقبل ان يستغلها الآخرون (في الغالب ، الاستغلال غير ممكن من الناحية العملية).


وبعض هؤلاء "الباحثين" تجده يبحث بكل حسن نية عما يسميه مخطط فلل لأنه في خطوات البناء الأولى يرغب فى مجرد تجميع أفكار تخدمه فى مشروع البناء ، لكن البعض الآخر - وهم قله – يذهب إلى المدى الذى يتصور معه  أن الحظ ربما يخدمه فيحصل بالصدفة على التصميم المعماري الذى يطابق ظروف مشروعه تماما ليقوم فقط بالنسخ الكامل للفكرة ويوفر - فى ظنه – تكاليف التصميم المعماري . لكن السؤال هنا عن مدى جدوى هذه المحاولات وهل يمكن أن توصل الى نتيجة مرضية أم لا، فهذا الفريق الأخير مثلا ينسى أن كل بناء له تميزه من حيث الموقع  والاتجاهات والمساحة مما يتطلب معه مخططا متفردا ، مما يستحيل معه أن يشابه مخطط فيلا مخططاً لفيلا أخرى أو أن يتطابق مخطط عمارة مع مخطط عمارة أخرى(أنظر مقال أهمية حساب التكلفة والمقالات التابعة) ، وهذا ما يوصلنا الى الشك فى جدوى هذه المحاولات رغم مشروعيتها.

لكن السؤال الحقيقي فى موضوع محاولات "الاقتباس" أو "النسخ" هذه يجب أن يكون عن مدى جدوى هذه المحاولات وهل يمكن أن توصل الى نتيجة مُرضية أم لا! فهذا الفريق الأخير مثلا ينسى أن كل بناء له تميزه من حيث الموقع والاتجاهات والمساحة (اقرأحساب تكلفة البناء والعوامل المؤثرة) مما يتطلب معه مخطط متفرد يكون من المستحيل (تقريباً) أن يشابه مخطط فيلا آخر أو مخطط عمارة أخرى، وهذا ما يوصلنا الى الشك فى جدوى هذه المحاولات (رغم مشروعيتها كما سبق أن قلنا).

اقرأ مقالات حساب التكلفة:
أهمية حساب التكلفة
العوامل المؤثرة على تكلفة البناء
كيف يتم حساب التكلفة
"خدماتنا"

ملحوظة:
نناقش تأثير موقع البناء على التكلفة "فقط" فى مقال حساب تكلفة البناء والعوامل المؤثرة ، لكن اختلاف الموقع يؤثر أيضا على مواصفات وشكل البناء ، وهذا ما يمكن أن نتطرق اليه فى مقالات قادمة إن شاء الله.



أيضا كل عقار يحتاج إلى:

تصميم انشائي
وهو الخطوة التالية والملازمة للخطوة السابقة فى مراحل التصميم. وهذا التصميم الانشائى يكون "فريداً" ليتفق مع تفرد المخططات المعمارية المعدة له بما يؤدي بالطبيعة إلى الاحتياج إلى مهندس انشائي - وهو تخصص "المهندس المدني" فى كثير من المجتمعات – يقوم بعمل التصميم الانشائي المناسب لشكل المبنى والمناسب لطبيعة التربة فى موقع المشروع.

بعد التصميم تأتى مرحلة البحث عن مقاول:

فمنا من يبحث عن مقاول تسليم مفتاح لتنفيذ كل المشروع ومنا من يبحث عن مقاول عظم  لتنفيذ الهيكل الخرساني أولاً ، ثم يبحث بعد ذلك عن مقاول تشطيب بعد الانتهاء من مرحلة العظم وربما يسند أعمال التشطيب إلى نفس المقاول الذى بدأ معه مرحلة العظم، وكثيرا ما يرد - فى هذه المرحلة – السؤال عن عقد المقاولة وما هى أفضل الصيغ للتعاقد مع مقاول: فمثلاً: هل يتعاقد على المصنعية فقط ؟ أم على المصنعية بالمواد؟ ، كما يُلاحَظ أيضا بحث الكثيرين عن نموذج عقد مقاولة ليستعين به فى التعاقد مع المقاول بما يضمن له حقه ويضمن ألا يتلاعب به المقاول (حسب ظنه)

أقترح قراءة المقالات ذات الصلة بعقد المقاولة والعلاقة بين المالك والمقاول:
الخروج من دائرة الشك
المناورات التسويقية فى المقاولات
عقد المقاولة... مصنعي ام بالمواد؟ تلك هي المسألة
ليس كل ما يلمع ذهباً
"خدماتنا"

لسنين طويلة تابعت مثل هذه المشاهد ، ومنها ما لمسته من عملاء ومتعاملين معى أو حولى (ماذا عنِّي؟) ، ومنها ما رأيته وقرأته على مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية. وفى هذه الأخيرة لاحظت أن الكتابات والمناقشات تتخذ أحد اتجاهين:

·    الأولمناقشات توغل فى التفاصيل الفنية والهندسية نتيجة لرغبة بعض أصحاب المشاريع العقارية (راعى البيت أو الفيلا أو العمارة) فى الانغماس فى تفاصيل التفاصيل ، ربما لعدم ثقتهم الكاملة فى كفاءة أو نزاهة من يتعاون معهم من مهندسين ومقاولين [اقرأ الخروج من دائرة الشك]، وربما للرغبة عندهم فى إدارة عملية البناء خاصتهم لتوفير أكبر قدر ممكن من النفقات التى تتطلبها الاستعانة بالمتخصصين لأداء هذه الأعمال. ومع الأسف لاحظت انجراف البعض من الزملاء المهندسين فى هذا التيار بالاسهاب فى الشرح والتوضيح بالتفصيل الممل لأمور تخصصية هى من الخطر بمكان تركها لغير المتخصصين يمارسونها.

·    الثانىميل الكثيرين من زملاء المهنة المتخصصين إلى الاكتفاء بتسويق أنفسهم وخدماتهم (وهو أمر مشروع بالتأكيد) دون تغطية الحد الأدنى من احتياج صاحب العقار للاستنارة التى تكفيه  ليتحرك فى مشروعه بأريحية وأمان ناتجين عن ادراكه لما له وما عليه. وهنا تجد أن مقالات هذه الفئة من المتخصصين تأخذ طابع الدعاية والإعلان عن النشاط أكثر من طابع التثقيف والعطاء.




ووفق خبرتى المتواضعة ، فأنا أرى أن العامل الأساسى الكفيل باجتياز تجربة بناء البيت  بنجاح هو توافر حد أدنى من الثقة عند كل طرف من طرفى العملية:
صاحب عقار من جهة ، ومقدمو الخدمة من جهة أخرى (مهندس - مقاول - عامل فنى من أى تخصص ..... الخ)
هذا الحد الأدنى من الثقة ما يكفل ضمان كل طرف لحقوقه عند الأطراف الأخرى. (اقرأ دائرة الشك فى العلاقة بين المالك والمقاول).


 فصاحب العقار يحتاج لضمان حصوله على المنشأ الذى يبغاه بالجودة التى تعاقد عليها وفى الوقت المناسب دون ابطاء أو تسويف، بينما نرى فى المقابل أن جل مراد عناصر الطرف الآخر (مقدم الخدمة) هو حصولهم على المقابل المادى المتفق عليه نظير اتمامهم لأعمالهم، بل وقد تجد منهم - بجوار هذا - من يهمه أن يضيف سابقة أعمال جديدة تضاف إلى أعماله السابقة ، فيحرص على أن تكون أعماله مرضية.

هذه الثقة المرجوة لا يمكن الوصول إليها إلا بوجود حد أدنى من المعرفة عند كل طرف بما يكفل له تقييم وتقدير أداء الطرف الآخر، وبالطبع فإن أقصر الطرق للتغلب على "فجوة المعرفة" هذه هو استعانة صاحب العقار ب"مدير مشروع"  يكون محل "ثقة الطرفين" ويكون هو الحكم باستمرار لتسيير الأمور بسلاسة، لكن ليس الجميع يفضل سلوك هذا الطريق المضمون بل هناك من يختار الطريق الأصعب - لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها الآن -  ليكتشف خطأه فى منتصف الطريق أو فى نهايته ، وهذا المالك قد يتعلم الكثير من الدروس ولكن بعد أن يكون فات أوان تطبيق هذه الدروس المستفادة ، هذا ببساطة لأن الانسان منا ربما يبنى بيتاً لمرة واحدة فى العمر. ومن الوارد أيضاً أن هذا المالك نفسه قد لا يتعلم شيئاً أبداً مما مر به لأسباب نذكرها فى سياق مواضيعنا المتنوعة (تحتاج للوصول إلى نهاية مقال ليس كل ما يلمع ذهباً كمثال لما أقول هنا) 

من أجل "بناء بيت العمر" هذا ، قررت أن يكون هذا الموقع (كما هو طابع معظم كتاباتى) من منطلق التثقيف البسيط الأقرب إلى لغة الصحافة منها إلى اللغة الأكاديمية ، ذلك لتوصيل الحد الأدنى من المعرفة لكل راعى بيت (صاحب ملك – مالك – صاحب مشروع عقاري) بما يكفل له أرضية ثابتة من الثقافة "الهندسية" و"التعاقدية" البسيطة اللازمة له وهو يتعامل مع المتخصصين الذين يستعين بهم لتنفيذ مشروعه. طبعا إذا تحتم اللجوء إلى بعض الحسابات والمعادلات فلابد - فى هذه الحالة - مما منه بد ، لكن مع التبسيط قدر الامكان ليمكن للغالبية استيعابه.

نتطرق فى سلاسل من المقالات إلى كل ما يمت للإنشاء بصله:



إجمالا، هذا أعمله لوجه الله سبحانه وتعالى دون انتظار لمكافأة ولا رغبة فى دعاية أو "تسويق" لعملي والله سبحانه على ما أقول شهيد ، ثم أنى أيضا أقوم بهذا دون الإخلال بمبدأ "أعط الخبز لخبازه" (إدي العيش لخبازه)، فلا يصح أن نسهل أمام غير المهندسين أى دور هو من صميم عمل المهندس أو مدير المشروع، ولا يجوز أن نشجع الاستخفاف بأى عمل تقنى أو محاسبى أو قانونى أو طبى (مثلا) إذ لا يصح - تحت أى ظرف - أن يقوم "صاحب الحاجة" بأداء أى عمل تخصصي دون الاستعانة بالمختص بهذه الحاجة.

بقى أن أقول أن ما ينشر هنا يفترض أنه صالح لكل المجتمعات العربية مع مراعاة بعض الاختلافات التى تفرضها اختلاف المصطلحات من بلد الى آخر، كما أن بعض المشاكل رهن النقاش قد تتركز فى بلد دون الآخر، وقد يلاحظ القارئ العزيز أن المصطلحات المستخدمة - وربما المشاكل رهن النقاش - أمْيَل لتلك التى فى السوق السعودية (أو الخليجية عموما) حيث أني أعمل في السوق السعودية أكثر من غيرها في الوقت الحالي (اقرأ مقال "ماذا عني") ، لكن هذا لا ينفى تشابه جوهر اللغة والموضوعات فى كافة أسواق البناء والعقار فى مختلف أقطار العالم العربي.
أقرأ أيضا:

لو نظرت إلى يمين الصفحة (في الأسفل لمستخدم الموبايل والتاب أو ابحث عن الصفحة الرئيسية) ، ستجد أرشيف الموقع مرتباً تاريخياً طبقأ لتاريخ نشر كل مقال، يمكنك النقر على أى عنوان أى مقال ترى موضوعه يرتبط باهتماماتك ، وهى متشعبة ومنها ما يشكل سلاسل من المقالات المترابطة التى تهتم بموضوعات معينة.

أتمنى لك قراءة ممتعة إن شاء الله.

هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
مرحبا بكل تعليق



بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات خطوات البناء
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا تتفاجأ لو تعليقك تأخر ظهوره، لأن التعليقات يتم مراجعتها قبل النشر لزوم حماية اصحابها من تسرب معلوماتهم الشخصية بالخطأ.
من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد. أرحب بالتعليقات البناءة والتساؤلات التى تثير مناقشات مفيدة للجميع وأرد عليها فور علمى بها.