*

الأحد

مقالات تعريفية فى المسألة الإنشائية.. (1) المقاول

الحقيقة أن ما يشغل ذهنى وأجد أنه من الجيد أن نتشارك فيه هو التعريف ببعض المفاهيم المتداولة بيننا فى مجال البناء والعقار والمختصة بالأمور الفنية والهندسية والإدارية المختلفة ، ليس بغرض كشفها للقراء الأفاضل ، فهى بالتأكيد معروفة للغالبية العظمى منا ، ولكن حوارنا سيكون من باب تسليط الضوء على هذه المفاهيم أو لنقُل "وضعها تحت عدسة مكبرة" لنرى بعض اللمحات التى قد تكون مفيدة للكثيرين أن يتعرفوا عليها عن قرب.

كما أننى أفضل أن نتطرق لمثل هذه المفاهيم ليس من باب أكاديمى أو تعاريف مأخوذة من كتب ، ولكن من باب عملى بحت من خبراتنا وتجاربنا وبأسلوب المقال وليس الدرس العلمى............ وسنبدأ بعون الله بالحديث عن المقاول.

المقاول

(1) المقاول ينظم عمل عمال البناء
(2) العامل المتقن هو البطل الأساسي لعملية البناء
عملية الإنشاء بطلها الأساسى هو العامل الذى يعمل فى الموقع بيده (حتى وإن استخدم أدوات أو أدار معدات) ، وأعلم أن هذا الكلام قد يغضب البعض ممن قد يختلفون معى فى هذه المقولة ولكنها حقيقة شئنا أم أبينا . فكل ما يدور قبل أو أثناء أو بعد عملية الإنشاء إنما يتمحور حول المنتج النهائى (البناء) الذى يشترك العامل - أياً كانت حرفته – فى مرحلة من مراحل تصنيعه.
وما نقوله هنا ليس تقليلا من شأن كافة الأطراف الأخرى المشاركة فى عملية الإنشاء (التصميم – المشتريات – الإدارة – الإشراف على التنفيذ ........ إلخ) فالكل له احترامه وله دوره الذى لا غنى عنه لخروج المنشأ فى أفضل صورة مرجوةونحن هنا نفترض أن كلاً من هذه الأطراف يؤدى دوره على أكمل وجه - ولكن ما نعنيه هنا هو أن كل هذه الأطراف تتعاون معاً لتوفر لذلك "العامل الحرفى" ما يلى:
  1. معلومات صحيحة ينفذها وهي التصميم الذي يشمل أبعاد ومكونات وطريقة عمل عناصر المنشأ.
  2. مواد التنفيذ المطابقة لمواصفات المنتج النهائى.
  3. الوقت المطلوب لكى يخرج العامل بيديه المنتج النهائى المطلوب.

(3) كفاءة سائقي المعدات في تشغيلها لا تقل أهمية عن كفاءة المعدات نفسها
تنظيم وتنسيق وإدارة:

نستطيع القول بأن عملية الإنشاء في موقع البناء - إجمالاً - هى قبل كل شيء عملية تنظيمية يتم فيها تنسيق أدوار كل "العمال" مع امدادهم بالمواد اللازمة والمعلومات المطلوبة بحيث يستطيع كل منهم أن يؤدى دوره فى الوقت المحدد ووفق المخطط والمواصفة المطلوبة وبدون حدوث تعارض بين أى منهم فى الزمان أو المكان.
(4) كلما زاد حجم العمل كلما زادت الحاجة أكثر وأكثر الى التنسيق والتنظيم
هذه العملية التنظيمية تكون بسيطة عندما يكون النشاط الإنشائى المطلوب بسيطاً ويشترك فيه عدد قليل من العمال والفنيين ، فمثلاً ، تعديل حمام أو إعادة دهان شقة أو إعادة توزيع شبكة الكهرباء لفيلا يمكن أن يشارك فيه عدد بسيط من العمال وبالتالى تكون عملية التنسيق بينهم ممكنة، فى هذه الحالة يمكن لصاحب العمل الاتفاق مع عامل أو أكثر على إتمام هذا العمل ودفع رواتب أو أجور يومية لهم. ولكن تزداد العملية تعقيدا عندما تكون المهمة أكبر ومطلوب مشاركة عدد أكبر من العمالة مع تداخل ادوارهم وتراكب الأنشطة الواحد بعد الآخر فى تسلسل معين . هنا تنشأ الحاجة لمن يقوم بإدارة عمل هذه العمالة بحيث يكون مسئولا عن إخراج المنتج المطلوب (سواء جزئياً أو نهائياً) وبحيث يكون مسئولا عن كافة التفاصيل، وقد اصطلح على تسمية هذا الشخص (أو الكيان) اسم "المقاول".
تصحيح مفاهيم:

مما سبق نرى أن تسمية "مقاول" تطلق على أى شخص (أو كيان) يقوم بإنشاء مشروع ضخم مثل فيلا أو عمارة أو مصنع أو حتى مدينة سكنية ، كما يطلق أيضا على من يؤدى أنشطة أقل حجما كالدهان – مثلاً - الذى نتفق معه على إعادة دهان شقة ويتقاضى أجره بالمقطوع أو بالمتر المسطح دون الحاجة لتدخل منا فى تفاصيل عمالته وأولويات تحركاتهم وكم وكيف يدفع لهم.

يشمل المقابل المادى الذى يتقاضاه المقاول فى كل الحالات مصروفاته المباشرة من مواد وأجور لعمالته ، بالإضافة إلى مقابل دوره الإدارى فى تنسيق وإدارة العمل ، وعقود المقاولات عادة ما تسمى المالك "طرف أول" أما الطرف الثانى الذى يقوم بأداء عملية الإنشاء فيسمى "المقاول" حتى وإن كان شركة عالمية ذات تصنيف أول وبحجم أعمال بملايين الدولارات ، فهو فى النهاية "مقاول".
وحرى بنا فى هذا المقام أن نصحح التسميات العامية المتداولة لنفس المعنى فالكثير منا يسمى المقاول "شركة" ويقارنه بمقاول آخر يسميه "مقاول" ، فيقول أحدهم ناصحا الآخر "إستعن بشركة لبناء بيتك ولا تستعن بمقاول"، ولكن واقع الأمر أن كليهما "مقاول". ونحن هنا نرى ونؤكد أن الدور الأساسى للمقاول (على أى مقياس وبأى تسمية) هو إدارى وتنظيمى لأداء عمالته فى المقام الأول ، وإن لم يكن المقاول مدركاً لأهمية دوره فى إدارة العمل بكفاءة بما يكفل سلاسة سير العمل فى الوقت وبالجودة المطلوبين فهو الفشل بعينه. وكلما زاد حجم العمل بتفاصيله وتداخلات الأنشطة فيه كلما ازداد احتياج المقاول الى:
  1. جهاز فنى وهندسى كفء لدعم العامل أثناء التنفيذ ولوضعه على الطريق الصحيح ومراجعة أعماله أولا بأول من حيث الجودة والتكلفة والوقت المستغرق فى التنفيذ، فلا يمكن أن يدار العمل الجاد بالفهلوة والشطارة.
  2. جهاز ادارى كفء يوفر متطلبات الإنشاء من تعاقدات وتمويل ومعدات ونقل ومشتريات وصيانة.
ولعل الاختلاف فى التسمية الذى يستخدمه العامة ما هو إلا تعبير عن مفاضلة ضمنية بين تلك الامكانيات "الإدارية" لكل مقاول على حدة ، فأسموا هذا الذى لديه جهاز مساند قوى إداريا وفنيا "شركة" ، بينما اكتفوا بإطلاق لفظة "مقاول" على محدود الإمكانية تقليلا من قيمته وأهميته ولو أن فى هذا عموما ظلم للكلمة "مقاول".
(5) أساسات المشروع مؤشر لحجمه ، وتزداد أهمية الادارة والتنسيق بزيادة حجم المشروع


مستويات المقاولين و مصطلح "مقاول الباطن":
من المعتاد أن يستعين أحد المقاولين بمقاول آخر أو أكثر لأداء بعض (أو كل) الأعمال الموكلة اليه، فمثلا، من الممكن أن يستعين المقاول الرئيسى لمنشأة ما بمقاول أعمال ميكانيكا وكهرباء (مثلا) ليؤدى عنه هذه الجزئية من أعمال المشروع (نعنى جزئية الميكانيكا والكهرباء)، بينما يستعين مقاول الميكانيكا والكهرباء بدوره بمقاول أعمال صحية ليقوم بأداء جزئية الأعمال الصحية عنه ، ويقوم هذا الأخير بإسناد مصنعيات الأعمال الصحية لعمالة مقاول أصغر فى الوقت الذى يوفر هو لهم المواد المطلوبة ، وهكذا نرى أنه يمكن أن يوجد عدة مستويات من المقاولين (أربعة فى هذا المثال) فى نفس المشروع تحت تسلسل واضح وبتنسيق محدد ، وكل من هؤلاء المقاولين يقوم بالتنسيق مع المستوى الأعلى منه وإدارة المستوى الأدنى منه ليسير العمل بدون تعطيل.
(6) المقاول المدني ينفذ القواعد الخرسانية لخطوط أنابيب مقاول الميكانيكا
وحرى بنا أن نستدرك هنا توضيحا أن استخدام لفظة مستوى أعلى أو أدنى لا تعنى أولوية فى الأهمية أو حجم المقاول ، بل تعنى فقط موقع المقاول من المقاولين الآخرين فى مشروع بعينه. حيث أن موقع المقاول الرئيسى والفرعى ليس حكرا على تخصص دون الآخر وليس مؤشرا دقيقا لحجم مقاول مقارنة بالآخر على الإطلاق، فالمقاولون يتبادلون مستويات التنسيق والتشغيل بين مشروع وآخر ، فمثلاً: مقاول ميكانيكا وكهرباء قد يقوم بدور مقاول الباطن لمقاول أعمال مدنية فى مشروع إنشاء مجمع تجارى (مول)، بينما فى مشروع آخر (خط أنابيب بترول مثلاً) يكون هو المقاول الرئيسى بينما يسند الجزء الإنشائى فيه لمقاول الأعمال مدنية.
اقرأ أيضاً:
سلسلة عقود المقاولات
سلسلة علاقة المالك والمقاول
أرشيف موضوعات الموقع
سلسلة حساب تكلفة البناء
سلسلة حساب الكميات
هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
تتم مراجعة التعليق قبل نشره ، من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد.






بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا تتفاجأ لو تعليقك تأخر ظهوره، لأن التعليقات يتم مراجعتها قبل النشر لزوم حماية اصحابها من تسرب معلوماتهم الشخصية بالخطأ.
من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد. أرحب بالتعليقات البناءة والتساؤلات التى تثير مناقشات مفيدة للجميع وأرد عليها فور علمى بها.