*

السبت

خبرات وغلطات فى حساب الكميات.. (3) تحذيرات


سبق وشرحنا فى مقالين سابقين أهمية حساب الكميات ، والوحدات المستخدمة فى قياس كميات الانشاء... اما الخطوة التالية فهى التنبيه المشدد على مراعاة الدقة فى حساب الكميات وتلافى بعض الأخطاء التىفى رأيى الشخصىتعتبر قاتلة ، وسأكتفى هنا بخطأين نراهما يتكرران كثيراً أمامنا ، بل ونرى كل يوم حالات صارخة يجب التحذير منها:
شكل رقم (1) واضح أن اجمالي المساحات الأفقية للبناء مستحيل تساوي اجمالي مساحات الحوائط الرأسية.
(المنظور إهداء من صديق لعمارته في القاهرة الجديدة)


أولا:  الخلط بين "المسطحات الأفقية" و"المسطحات الراسية" والمائلة:
أما "المسطحات الأفقية" فهى مسطحات الأرضيات والأسقف وكل ما شابهها ، و"المسطحات الرأسية" هى مساحات الحوائط وربما الأسوار وما وازاها ، وقد يكون هناك "مسطحات مائلة" ، لا هى رأسية تماما ولا أفقية تماما. (أنظر الشكل رقم (1).

والفكرة هنا أن المسطحات الرأسية تحسب وحدها والأفقية كذلك تحسب وحدها. لكن المشكلة التى نلاحظها هو "الخلط" (العفوى أحيانا والمتعمد أحيانا أخرى)  بين كميات المسطحات الراسية (حوائط أو أسوار مثلا) وكميات المسطحات الأفقية (الأرضيات أو المسقط الأفقى للعقار اجمالاً)

و"الخلط" الذى أقصده هنا تكون مناسبات حدوثه - فى العادة - فى المشاريع التى يكون التركيز فيها على المسطحات الأفقية للبناء.


مثال:
أن يكون لدينا عمارة تجارية ادارية مثلاً مكونة من 5 طوابق بمساحة اجمالية 7000 متر ويقدر سعر المتر فيها بمبلغ 2000 ريال (مثلاً) وبالتالى يكون اجمالى سعرها هو حاصل ضرب "المسطح الأفقى" فى سعر المتر  = 7000 متر × 2000 ريال = 14 مليون ريال) ، هنا نجد أن "المسطح الأفقى" يكتسب أهمية نظرا لنسبة سعر العمارة إليه، وبالتالى نجد تركيز صاحب العقار والمقاول والمشترين على نسبة "كل شيء" إلى "المسطح الأفقي" فنجد الكل يبحث عن "حساب الكميات" منسوبة لـ"لمسطح الأفقى" و"تكاليف البناء" منسوبة أيضا لـ"المسطح الأفقي" ، وهذا فى الحقيقة يساعد صاحب العقار (غير المتخصص) على الموازنة بين اجمالى تكاليفه وعائدات البيع عنده. (أنا شخصيا أفضل كثيرا -  فى حساب التكاليفالتعامل مع  قوائم كميات تشمل كميات تفصيلية مكعبة  ومسطحة كل على حدة ، لأن هذا يكون أكثر دقة ووضوحاً ، ولكن ليس هذا مجال الحديث الآن ، حيث يمكنك عزيزي القارئ الرجوع الى مقال أهمية حساب الكميات ، والمقالات عن عقود المقاولات).


والخلط المقصود يحدث عندما نضيف كميات مسطحة "رأسية" (حوائط بلوك مثلا) وكل ما يخصها إلى الكميات المسطحة "الأفقية" (كالأرضيات والأسقف) وكل ما يخصها. لذلك أرى وجوب تحرى الدقة عند الكلام عن الكميات (أو الأسعار)  لبنود "مسطحة رأسية" وعدم الخلط بينها وبين الكميات والأسعار الخاصة بالبنود "المسطحة الأفقية".

ملحوظة:
أحيانا نحتاج لعمل "تقديرات افتراضية" لكميات أو تكاليف (بشكل سريع)، عندها يجب  مراعاة  اضافة "معامل تحويل"  مناسب يعكس تأثير المسطحات الرأسية على المستوى الأفقى أو العكس ، لكن لا يجوز أبدا إضافة المسطحات الرأسية إلى المسطحات الأفقية بشكل مطلق.


ثانياً: الخلط بين الكميات "المسطحة" والكميات "الطولية" والكميات "المقطوعة"  (أنظر مقال  "وحدات القياس"):

مثال:
تسمع أحدهم يتكلم عن مشروعه (فيلا مكونة من دورين وملحق علوى) فيقول إن إجمالى مسطحات البناء فى مشروعه – مثلا -  1200 متر مسطح ، ثم فى تفاصيل الحديث يذكر أن الدور الأرضى عبارة عن 20 × 20 متر (يعنى مساحته 400 متر) ،  فتبدأ فى افتراض أنه:  إن كان الدور الأرضى 400  متر مسطح  فالدور الأول سيكون "تقريباً" بنفس المساحة 400 متر ، والملحق لن يزيد عن 200 متر تقريبا (50% من مساحة الدور) ، فيكون كل إجمالى الكميات المسطحة فى هذا المشروع هى 1000 متر مسطح، فلماذا ياترى يقول  صاحبنا عنها أنها 1200 متر مسطح؟؟؟؟؟؟
قد تكون رغبة فى المبالغة من صاحب العقار... يجوز!!!
لكن الاحتمال الأكبر هو أن هناك خلطاً حصل بين الكميات المختلفة (سواء عن حسن نية أو عن سوء نية) وذلك باضافة الأسوار والوارش (دروة أو كوبسته السطح) مما أدى الى تعظيم الكميات على غير الواقع ، وهو ما أدى الى تقدير خاطئ وغير حقيقى للمسطحات.
نخلص الى القول أنه عند اعتماد الكميات المسطحة كوحدات للتسعير والمقارنة ، ينبغى قياس وتصنيف كميات البناء المختلفة بحيث نراعى الفصل بين الكميات التالية:
1.     الكميات  "المسطحة" "الأفقية" للبناء نفسه.
2.     الكميات "المسطحة" "الرأسية" لحوائط البناء وربما أسواره.
3.     الكميات "الطولية" للأسوار والوارش (دروة أو كوبستة السطح) وما شابهها.
4.     الكميات "المقطوعة" (فى الرأسى أو فى الأفقى) مثل الأشكال الديكورية أو الفتحات الخاصة أو الأقواس المعمارية وما شابهها.
أما أن يحدث خلط غير صحيح بين الكميات المختلفة عن بعضها البعض فهذا  هو واحد من أهم أسباب سوء تقدير التكاليف الفعلية وهو سبب رئيسى فى كثير من اللبس الحاصل فى أسعار التنفيذ ويعطي رؤية "مغلوطة" للتكاليف وما يستتبع ذلك من أخطاء فى قرارات مصيرية حاسمة مثل:

·       أخطاء فى تقدير الموازنة (budget) للمشروع (تسمى "الميزانية" فى المصطلح الدارج).
·       أخطاء فى اختيار المقاول الأفضل سعراً (ارجع لسلسلة مقالات عقود المقاولات)
·       أخطاء فى اختيار مواد الانشاء.
·       أخطاء فى طريقتنا فى الانفاق على المشروع على وجه العموم..
وفى المقال التالى (ليس كل ما يلمع ذهباً) نرى "مثالاً واقعيا"  يوضح كيف يحدث مثل هذا الخلط..



اقرأ أيضا:
خبرات وغلطات فى حساب الكميات..... (2) الأبعاد الثلاثة وطرق القياس
خبرات وغلطات في حساب الكميات...... (4) ليس كل ما يلمع ذهب
خبرات وغلطات في حساب الكميات.. (5) قائمة الكميات


هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
تتم مراجعة التعليق قبل نشره ، من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد.



بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity