*

الأحد

مقالات تعريفية فى المسألة الإنشائية.. (3) مدير المشروع

بالنسبة لعدد غير قليل من هؤلاء الذين يودون بناء بيت العمر لأنفسهم أو أولئك الراغبين فى الاستثمار العقاري كانت ومازالت تجربة البناء مثلها مثل السفر فى بحر الظلمات لأبطال الف ليلة وليلة ، وهى - والحق يقال - ليست بالتجربة الهينة ، خصوصا وأن البعض أقدم – أو يقدم - عليها وهو يتصور أنه سيوفر الكثير من المال وأن العملية هى مجرد أن:
"ندفع لنشترى الأرض + ندفع لمهندس يسوى تصميم + ندفع لمقاول يسوى البناء"
ولكن حين تبدأ الخطوات الفعلية يفاجأ بكثير من التفاصيل الهندسية والإدارية المرهقة ، بالإضافة إلى الكثير من المعاملات المالية المتشابكة والمعرضة للكثير من التعديل والتغيير طوال مدة تنفيذ المشروع ، فضلا عن ضياع الوقت لكل من المشروع وصاحبه. لذلك ظهر الاحتياج إلى وسيط خبير بهذا المجال ليؤدي كثير من الخدمات ويسهل التفاهم بين مالك المشروع كثر من الأطراف التي لها علاقة بهذا المشروع.

(1) مدير المشروع  هو وسيط يدير الأمور بخبرته ويسهل التفاهم بين الأطراف المختلفة
ولأجل ذلك أصبحت (إدارة المشاريع Project Managment) هي الاتجاه المتبع عالميا لتسهيل وضبط عملية الإنشاء منذ أن يبدأ المشروع كفكرة فى ذهن صاحب العقار وحتى الانتهاء من إنشائه ، وقد بدأ الكثير من الجهات والأفراد فى عالمنا العربى فى الاستعانة بهذا المنهج العِلمى العَمَلى لإدارة المشاريع العقارية ، كما يستعين المتخصصون فى إدارة المشاريع بالبرمجيات المتخصصة لتسهيل وضبط العمل.

ولأن موضوع إدارة المشاريع هو حالياً علمٌ يُدَرَّس وفيه تفاصيل كثيرة لا المجال للتطرق اليها في مثل هذه المقالات ، لذلك سنكتفي بأن نذكر في هذا المقام أن كل ما يهم مدير المشروع هو ثلاثة "ضوابط" متعارف عليها عالمياً تؤثر في مسار المشروع وفي المنتج النهائي (البناء) ، هذه الضوابط هي:
1.   نطاق أعمال المشروع Scope: وتحددها قائمة كميات المشروع مع المواصفات التي تظهرها مخططات المشروع ويحددها التصميم المعتمد والمتفق عليه.
2.    الميزانية المرصودة للمشروع (التكلفة Cost): وهي ما يحددها مالك المشروع مسبقاً (ربما بمعاونة مدير المشروع وكافة الأطراف المشاركة).
3.    الوقت المحدد لإنجاز المشروع فيه  Time or Schedule: ويحدده في المقام الأول مالك المشروع طبقاً لرغبته وتوقعاته ، غير أن مدير المشروع يمكن أن يعاون المالك في التوصل إلى مدة زمنية معينة تكفي لإنجاز أعمال المشروع وفقاً لجدول زمني احترافي.
هذه الضوابط الثلاثة تتبادل التأثير في بعضها البعض بحيث يزيد أحدها عندما نريد أن نقلل الآخر والعكس صحيح. فإن أردنا مثلاً الانتهاء من المشروق في وقت أقل من الجدول الخاص به ، سنضطر لدفع تكلفة أعلى سواء لإيجار معدات أكثر أو للعمل ساعات إضافية او ما مثل ذلك من الإجراءات التي تزيد التكلفة.
لاحظ أن الجودة Quality لا تدخل ضمن هذه الضوابط الثلاثة (رغم أن البعض يضعها مكان نطاق الأعمال في المثلث المشار اليه أعلاه) لأن المفترض بداهة أن هذه الضوابط الثلاثة ترتبط أساساً وضِمناً بإنتاج مشروع ذو جودة معينة ومواصفات محددة  ومتفق عليها مسبقاً ضمن نطاق أعمال المشروع الذي يحدده عقد المقاولة ، ولا يجوز التنازل عن هذه الجودة وإلا يعتبر هذا تغييراً في نطاق أعمال المشروع وفي العقد.

ملحوظة: ربما نحتاج لإفراد مقال مستقل أو أكثر في موضوع "إدارة المشاريع" في وقت لاحق.



مدير المشروع ودوره
(2) الضوابط الثلاثة لإدارة المشروع
مدير المشروع هو فرد أو فريق عمل متخصص يتولى تنسيق الأنشطة المرتبطة ب"بداية" و"إنشاء" و"إنهاء" أي مشروع انشائي مع المحافظة على العوامل الثلاثة المؤثرة (التكلفة – النطاق – الوقت) لتكون أقرب ما يكون لوضعها الأمثل.
مدير المشروع قد يكون فرداً أو فريقاً (قسم - إدارة.... إلخ) تابعاً للمالك مباشرة ، كما يكون - فى أحيان كثيرة - جهة مستقلة يتعاقد معه المالك لتقديم خدماته.

الأنشطة التي يديرها مدير المشروع تشمل ما يلي:

أولاً: في مرحلة الإعداد (ما قبل الإنشاء):
1. دراسة أفضل استخدام لأرض المشروع Best Land Use مع عمل التوصيات الناتجة.
2.    اجراء دراسة لتأهيل (Prequalification) المهندسين المصممين لاختيار أنسب مجموعة منهم للمشروع المطلوب بناؤه طبقاً لمعايير محددة. (أحياناً يكون لدى مدير المشروع الكفاءات الهندسية الكافية لإجراء التصميم عندها تكون أعمال التصميم عبء إضافي يتم الاتفاق عليه).
3.     طرح أعمال التصميم على المهندسين المؤهلين والحصول على أنسب الأسعار منهم.
4.     تقرير أنسب عروض التصميم لاختيار واحد أو أكثر منها.
5.     التصميم المبدئي Concept Design للمشروع بالتنسيق مع المالك والمصمم.
6.  التصميم المعماري للمشروع بالتنسيق مع المالك والمصمم مع عمل التوصيات الفنية والمالية اللازمة ، وقد يتم أخذ رأي المستخدم النهائي للبناء إن كان طرفاً آخر غير المالك (يحدث هذا إن كان البناء يتم لغرض الإيجار - مثلاً - وكان هناك مستأجر استراتيجي رأيه مهم ليتناسب المبنى مع استخداماته).
7.   إدارة التصميم الانشائي ومتابعة التفاصيل الهندسية لاختيار أنسب البدائل الانشائية وترشيح الأفضل من جهة السلامة واللياقة الانشائية والتكلفة المادية.
8.     تحديد المواصفات المطلوبة لأعمال المشروع وللمواد الداخلة فيها.
9.     متابعة إجراءات التراخيص والتأكد من تذليل أي عقبات.
10.إدارة التعاقدات وأعمال المكاتبات وكافة وثائق المشروع ومطابقة كافة الإجراءات المتبعة مع نصوص العقود.
  

(اقرأ أيضاً سلسلة مقالات عقد المقاولة)
ثانياً: فى مرحلة الاعداد للتنفيذ:
1.    عمل حساب لكميات المشروع وتحضير قوائم كميات بنود المشروع التي على أساسها يتم تقييم موازنة المشروع وتقييم عطاءات المقاولين في وقت لاحق.
2.   اجراء حسابات التكلفة المبدئية للمشروع ووضع الموازنة اللازمة لإتمام العمل.
3.   ضبط مدة تنفيذ المشروع بتحديد تاريخ بداية وتاريخ نهاية له مع الأخذ فى الاعتبار كافة تفاصيل أعماله وذلك من خلال عمل جدول زمنى واقعى لمراحل التنفيذ حتى انتهاء المشروع.
الجدول الزمني أحد أدوات مدير المشروع التي لا غنى عنها
4.  عمل جدول للتدفقات النقدية المطلوبة طبقا للجدول الزمنى المعد ، حتى يعد المالك عدته للدفعات المالية حسب تواليها وتواريخها التقريبية.
5. اجراء عملية تأهيل (Pre-qualification) للمقاولين المرشحين لتقييم إمكانيات ومدى كفاءة كل منهم لتنفيذ عملية الانشاء.
6.  طرح أعمال التنفيذ على مجموعة المقاولين المختارين وتقييم عطاءاتهم لاختيار أفضلها فنياً وماليا مع ترشيح أنسب العروض فنيا و/أو مالياً وهذا ما يسمى مناقصة عامة او محدودة أو ممارسة.... الخ.
7.  تحضير عقد مقاولة كافة المقاولين ومقاولي الباطن المشاركين في اعمال الانشاء وتنسيق وثائق المشروع والمكاتبات ومطابقة كافة إجراءات التحضير للتنفيذ مع نصوص العقود.
8. إدارة مفاوضات المالك مع المقاولين المتقدمين بأفضل العروض لتنفيذ المشروع للوصول إلى أفضل صيغ التعاقد وأفضل الشروط.


ثالثاً: فى مرحلة التنفيذ:
1.     متابعة التزام المقاولين بالتنفيذ طبقا للجدول الزمنى، واتخاذ الاجراءات التصحيحية اللازمة لمعالجة أي تأخير حاصل (أو محتمل) لعودة المشروع إلى المسار الصحيح حتى ينتهى فى المواعيد المطلوبة مع التنسيق مع كافة الأطراف للالتزام بالتصحيح المطلوب.
إدارة عقد المقاولة والاجتماعات التنسيقية هي من مهام مدير المشروع
2.  اجراء تقييم "مالي" دوري – على أساس الجدول الزمني – لقياس مدى تقدم الأعمال وهو ما يسمى حسابات القيمة المكتسبة (Earned Value).
3.   متابعة تنفيذ إجراءات الجودة المتبعة من كافة الأطراف المسئولة عنها (المقاول – المهندس المشرف) ، والتأكيد على التزام الجميع بالمخططات ومواصفات عقد المقاولة.
4.   التأكد من مطابقة إجراءات التنفيذ ومراجعات المشرف ومستخلصات المقاولين مع ما يتم تنفيذه فعلياً ومطابقة الكل مع تفاصيل العقود الموقعة ، لضمان وصول الحقوق إلى أصحابها.
5.  إدارة الأوامر التغييرية Change Orders وتقييمها وتقرير تأثيرها فى المواصفات وفي الكميات وفي التكلفة ، وذلك ليتم محاسبة الأطراف المختلفة تبعاً لها.
6.    متابعة التزام كافة الأطراف بالتنفيذ طبقاً لعقود المقاولات والتحكم في المراسلات والوثائق وكافة الأعمال الإدارية الأخرى اللازمة مع مطابقة الجميع بنصوص التعاقدات.
7.  مراجعة واعتماد مستخلصات (فواتير) كافة الأطراف ذات العلاقة بالمشروع (اشراف - مقاولين – موردين..... الخ) للتأكيد على أن ما يتم صرفه هو ما يستحقونه طبقاً للعقود وطبقاً لنسب الإنجاز في الموقع.
+ بقى أن نقول أن إدارة المشروع تختلف عن الإشراف على التنفيذ وتختلف عن التصميم رغم أنها تتفاعل وتتقاطع معهما ، وأتصور أن هذا الاختلاف أصبح واضحاً من التفاصيل المذكورة أعلاه.

نختم بالقول أنه لو وُجِدَ مدير مشروع يتقى الله ويعرف تماما الدور المناط به ، ولو أن لدى مدير المشروع هذا من الخبرة والأدوات العلمية والعملية ما يساعده على تنفيذ عمله ، فسيكون تنفيذ مشاريع البناء نزهة ومتعة وتوفير حقيقى لأى مالك مشروع ، وسيجد هذا المالك - بالتأكيد - الوقت الكافي للتفكير فى أعمال أخرى بدلا من ضياع وقته وجهده فى ملاحقة تفاصيل ومشاكل هو فى غنى عنها.
هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
تتم مراجعة التعليق قبل نشره ، من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد.

اقرأ أيضاً:
مقالات تعريفية في المسألة الإنشائية.. المقاول
مقالات تعريفية في المسألة الإنشائية.. هل يمكن الاستغناء عن المقاول
مقالات في الإدارة... (1) خمسة أسرار لتفاوض ناجح
سلسلة عقود المقاولات
سلسلة حساب الكميات


بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity

مقالات تعريفية فى المسألة الإنشائية.. (2) تخلص من المقاول!


بعد أن تكلمنا في المقال السابق عن المقاول ودوره ، حان الآن وقت مناقشة هذا الخيار الذي يفكر فيه البعض ضمناً: هل يمكن لمالك مشروع الاستغناء عن المقاول أو بالأحرى الاستغناء عن دور المقاول؟ 
الوضع المعتاد هو أن يتعاقد مالك المشروع مع مقاول رئيسي (أو عمومي) يتولى عنه مهمة التنسيق والإدارة للمشروع ككل (كما في الشكل رقم "2") ، لكن المنطق يقول ان مالك المشروع قد يتمكن من القيام بهذا الدور التنسيقي والاستغناء عن المقاول على أحد مستويات المقاولة ، ولكن - بالتأكيد - لا يستطيع الاستغناء عن كل المقاولين على كل المستويات.
والأمر هنا يخضع لاختيار مالك المشروع وعلى أى مستوى يرغب فى تولي مسئولية التنسيق والإدارة لمشروعه. يحدث أن يستغني المالك عن المقاول الرئيسي لكنه يجد نفسه بالتأكيد مضطراً للاستعانة بمقاولين أصغر لأداء الأعمال الجزئية (مقاول للخرسانة – مقاول للصحى – مقاول للحفر والدفان أو الردم – مقاول للكهرباء – مقاول للدهانات ....... الخ) (كما في الشكل رقم "3") ، كما أنه من النادر أن يتورط مالك مشروع بناء فى إدارة مشروعه على مستوى أقل من ذلك (أقصد بأن يتعامل مع العمالة مباشرة بتشغيلهم مقابل رواتب أو أجور يومية).
شكل رقم (2)
بيد أن هناك حقيقة يجب أن نراعيها جيداً ، لأنه قد يبدو لأول وهله أن مالك المشروع (العقار أو البناء فى هذه الحالة) يوفر لنفسه فارق التكلفة الذى يتقاضاه المقاول الرئيسى نظير عمله، ولكن المالك - في واقع الأمر - يتحمل فى هذه الحالة تكاليف غير مباشرة مقابل قيامه هو كمالك بإدارة العمل:
  1. تكلفة الوقت الذى يستقطعه المالك شخصياً لمباشرة ومتابعة أعمال الإنشاء يكون بالتأكيد أحد عناصر هذه التكاليف الغير مباشرة ، وهذا الوقت يكون مستقطعاً من وقت وظيفته أو عمله التجارى أو غيره.
  2. تكلفة أوقات ورواتب عاملين آخرين معه - متفرغين للمشروع أو بدوام جزئي - قد يكلفهم ببعض المهام الخاصة بالمشروع كالمشتريات والنقل وخلافه. 
  3. يحتاج صاحب البناء (المالك) للاستعانة - على حسابه - بأصحاب خبرة للاسترشاد بهم في أمور إدارية كثيرة كما في الشكلين "2" و"3" (هو يستعين بالخبرة الهندسية فى كل الأحوال): مثلاً مراجعة التكاليف ، وكتابة ومراجعة العقود واختيار أي شكل من أشكال التعاقد يفضله ، وعمل ومراجعة الجداول الزمنية ومدى التزام المقاولين بتوقيتات التنفيذ ، وتحديد مسئولية المقاولين المشاركين كل على حدة وبالتنسيق مع بعضهم البعض وهذه كلها من مهام إدارة المشاريع وهذا نناقشه في المقال التالي . هذه يتحملها المالك كلها لو أنه أدار مشروعه ، بينما نلاحظ أن المقاول الرئيسي - إن وجد - يقوم بأداء بعض منها على نفقته. (هنا تزداد الحاجة أكثر لمدير مشروع الذي نناقش دوره في المقال التالي "مدير المشروع"، رغم أن الحاجة لمدير المشروع تكون قائمة بل ومفضلة حتى مع وجود مقاول رئيسي)
  4. من التكاليف الغير مباشرة - التى عادةً لا يُلتفت إليها مسبقاً - تكاليف التأخير فى انهاء المشروع فى وقته المحدد وهو أمر معتاد الحدوث بسبب قلة الخبرة في الحالات المماثلة (أقصد الحالات التى يقوم فيها المالك بإدارة مشروعه)، فلو أن المشروع محل تجارى مثلا وتأخر موعد الافتتاح شهراً أو إثنين ، ينبغى أن يوضع فى الاعتبار حجم الخسائر المقدرة من أرباح المحل فى مدة التأخير ، وحتى لو أن المشروع مجرد فيلا للسكن ، فتُعتبرالقيمة الإيجارية لهذه الفيلا خلال فترة التأخير عنصر من خسائر المشروع.
  5. الخسائر فى المواد و/أو أجور المصنعيات الناتجة عن أخطاء التخزين أو الأخطاء فى التنفيذ أو إعادة تعديل بعض البنود بعد تنفيذها، فمثل هذه الأخطاء واردة الحدوث فى هذه الحالة ، وهو الأمر الذى يمكن تلافيه لو أن من يقوم بإدارة التنفيذ متخصصون.

شكل رقم (3)
هنا نخلص إلى القول أن نجاح أو فشل إدارة صاحب العقار لمشروعه يمكن أن يقاس عملياً وحسابياً كما يلي:

مقدار التوفير (ت) = (أ) - (ب)
حيث:
(أ) = الأتعاب المحتملة التى كان يمكن لأى مقاول أن يتقاضاها نتيجة مباشرة العمل.
(ب) = ما ينفقه المالك بنفسه من مصروفات غير مباشرة كما سبق وبينا.

فإن كان ناتج هذه المعادلة قيمة موجبة والمبلغ معتبر يستحق المعاناة أصبح القرار بإدارة المالك لمشروعه قراراً صائباً ، أما إن كان الناتج قيمة سالبة أو أن مبلغ التوفير ليس كبيراً بما يوازي المعاناة والتعب وضياع الوقت ، عندها يكون قرار ادارة مالك العقار لمشروع انشاء عقاره هو قرارٌ خاطئ.
اقرأ أيضاً:
مقالات تعريفية في المسألة الانشائية.. المقاول
مقالات تعريفية في المسألة الانشائية.. مدير المشروع
سلسلة عقود المقاولات
سلسلة علاقة المالك والمقاول
أرشيف موضوعات الموقع
خدماتنا
سلسلة حساب تكلفة البناء
سلسلة حساب الكميات
هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
تتم مراجعة التعليق قبل نشره ، من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد.





بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity

مقالات تعريفية فى المسألة الإنشائية.. (1) المقاول

الحقيقة أن ما يشغل ذهنى وأجد أنه من الجيد أن نتشارك فيه هو التعريف ببعض المفاهيم المتداولة بيننا فى مجال البناء والعقار والمختصة بالأمور الفنية والهندسية والإدارية المختلفة ، ليس بغرض كشفها للقراء الأفاضل ، فهى بالتأكيد معروفة للغالبية العظمى منا ، ولكن حوارنا سيكون من باب تسليط الضوء على هذه المفاهيم أو لنقُل "وضعها تحت عدسة مكبرة" لنرى بعض اللمحات التى قد تكون مفيدة للكثيرين أن يتعرفوا عليها عن قرب.

كما أننى أفضل أن نتطرق لمثل هذه المفاهيم ليس من باب أكاديمى أو تعاريف مأخوذة من كتب ، ولكن من باب عملى بحت من خبراتنا وتجاربنا وبأسلوب المقال وليس الدرس العلمى............ وسنبدأ بعون الله بالحديث عن المقاول.

المقاول

(1) المقاول ينظم عمل عمال البناء
(2) العامل المتقن هو البطل الأساسي لعملية البناء
عملية الإنشاء بطلها الأساسى هو العامل الذى يعمل فى الموقع بيده (حتى وإن استخدم أدوات أو أدار معدات) ، وأعلم أن هذا الكلام قد يغضب البعض ممن قد يختلفون معى فى هذه المقولة ولكنها حقيقة شئنا أم أبينا . فكل ما يدور قبل أو أثناء أو بعد عملية الإنشاء إنما يتمحور حول المنتج النهائى (البناء) الذى يشترك العامل - أياً كانت حرفته – فى مرحلة من مراحل تصنيعه.
وما نقوله هنا ليس تقليلا من شأن كافة الأطراف الأخرى المشاركة فى عملية الإنشاء (التصميم – المشتريات – الإدارة – الإشراف على التنفيذ ........ إلخ) فالكل له احترامه وله دوره الذى لا غنى عنه لخروج المنشأ فى أفضل صورة مرجوةونحن هنا نفترض أن كلاً من هذه الأطراف يؤدى دوره على أكمل وجه - ولكن ما نعنيه هنا هو أن كل هذه الأطراف تتعاون معاً لتوفر لذلك "العامل الحرفى" ما يلى:
  1. معلومات صحيحة ينفذها وهي التصميم الذي يشمل أبعاد ومكونات وطريقة عمل عناصر المنشأ.
  2. مواد التنفيذ المطابقة لمواصفات المنتج النهائى.
  3. الوقت المطلوب لكى يخرج العامل بيديه المنتج النهائى المطلوب.

(3) كفاءة سائقي المعدات في تشغيلها لا تقل أهمية عن كفاءة المعدات نفسها
تنظيم وتنسيق وإدارة:

نستطيع القول بأن عملية الإنشاء في موقع البناء - إجمالاً - هى قبل كل شيء عملية تنظيمية يتم فيها تنسيق أدوار كل "العمال" مع امدادهم بالمواد اللازمة والمعلومات المطلوبة بحيث يستطيع كل منهم أن يؤدى دوره فى الوقت المحدد ووفق المخطط والمواصفة المطلوبة وبدون حدوث تعارض بين أى منهم فى الزمان أو المكان.
(4) كلما زاد حجم العمل كلما زادت الحاجة أكثر وأكثر الى التنسيق والتنظيم
هذه العملية التنظيمية تكون بسيطة عندما يكون النشاط الإنشائى المطلوب بسيطاً ويشترك فيه عدد قليل من العمال والفنيين ، فمثلاً ، تعديل حمام أو إعادة دهان شقة أو إعادة توزيع شبكة الكهرباء لفيلا يمكن أن يشارك فيه عدد بسيط من العمال وبالتالى تكون عملية التنسيق بينهم ممكنة، فى هذه الحالة يمكن لصاحب العمل الاتفاق مع عامل أو أكثر على إتمام هذا العمل ودفع رواتب أو أجور يومية لهم. ولكن تزداد العملية تعقيدا عندما تكون المهمة أكبر ومطلوب مشاركة عدد أكبر من العمالة مع تداخل ادوارهم وتراكب الأنشطة الواحد بعد الآخر فى تسلسل معين . هنا تنشأ الحاجة لمن يقوم بإدارة عمل هذه العمالة بحيث يكون مسئولا عن إخراج المنتج المطلوب (سواء جزئياً أو نهائياً) وبحيث يكون مسئولا عن كافة التفاصيل، وقد اصطلح على تسمية هذا الشخص (أو الكيان) اسم "المقاول".
تصحيح مفاهيم:

مما سبق نرى أن تسمية "مقاول" تطلق على أى شخص (أو كيان) يقوم بإنشاء مشروع ضخم مثل فيلا أو عمارة أو مصنع أو حتى مدينة سكنية ، كما يطلق أيضا على من يؤدى أنشطة أقل حجما كالدهان – مثلاً - الذى نتفق معه على إعادة دهان شقة ويتقاضى أجره بالمقطوع أو بالمتر المسطح دون الحاجة لتدخل منا فى تفاصيل عمالته وأولويات تحركاتهم وكم وكيف يدفع لهم.

يشمل المقابل المادى الذى يتقاضاه المقاول فى كل الحالات مصروفاته المباشرة من مواد وأجور لعمالته ، بالإضافة إلى مقابل دوره الإدارى فى تنسيق وإدارة العمل ، وعقود المقاولات عادة ما تسمى المالك "طرف أول" أما الطرف الثانى الذى يقوم بأداء عملية الإنشاء فيسمى "المقاول" حتى وإن كان شركة عالمية ذات تصنيف أول وبحجم أعمال بملايين الدولارات ، فهو فى النهاية "مقاول".
وحرى بنا فى هذا المقام أن نصحح التسميات العامية المتداولة لنفس المعنى فالكثير منا يسمى المقاول "شركة" ويقارنه بمقاول آخر يسميه "مقاول" ، فيقول أحدهم ناصحا الآخر "إستعن بشركة لبناء بيتك ولا تستعن بمقاول"، ولكن واقع الأمر أن كليهما "مقاول". ونحن هنا نرى ونؤكد أن الدور الأساسى للمقاول (على أى مقياس وبأى تسمية) هو إدارى وتنظيمى لأداء عمالته فى المقام الأول ، وإن لم يكن المقاول مدركاً لأهمية دوره فى إدارة العمل بكفاءة بما يكفل سلاسة سير العمل فى الوقت وبالجودة المطلوبين فهو الفشل بعينه. وكلما زاد حجم العمل بتفاصيله وتداخلات الأنشطة فيه كلما ازداد احتياج المقاول الى:
  1. جهاز فنى وهندسى كفء لدعم العامل أثناء التنفيذ ولوضعه على الطريق الصحيح ومراجعة أعماله أولا بأول من حيث الجودة والتكلفة والوقت المستغرق فى التنفيذ، فلا يمكن أن يدار العمل الجاد بالفهلوة والشطارة.
  2. جهاز ادارى كفء يوفر متطلبات الإنشاء من تعاقدات وتمويل ومعدات ونقل ومشتريات وصيانة.
ولعل الاختلاف فى التسمية الذى يستخدمه العامة ما هو إلا تعبير عن مفاضلة ضمنية بين تلك الامكانيات "الإدارية" لكل مقاول على حدة ، فأسموا هذا الذى لديه جهاز مساند قوى إداريا وفنيا "شركة" ، بينما اكتفوا بإطلاق لفظة "مقاول" على محدود الإمكانية تقليلا من قيمته وأهميته ولو أن فى هذا عموما ظلم للكلمة "مقاول".
(5) أساسات المشروع مؤشر لحجمه ، وتزداد أهمية الادارة والتنسيق بزيادة حجم المشروع


مستويات المقاولين و مصطلح "مقاول الباطن":
من المعتاد أن يستعين أحد المقاولين بمقاول آخر أو أكثر لأداء بعض (أو كل) الأعمال الموكلة اليه، فمثلا، من الممكن أن يستعين المقاول الرئيسى لمنشأة ما بمقاول أعمال ميكانيكا وكهرباء (مثلا) ليؤدى عنه هذه الجزئية من أعمال المشروع (نعنى جزئية الميكانيكا والكهرباء)، بينما يستعين مقاول الميكانيكا والكهرباء بدوره بمقاول أعمال صحية ليقوم بأداء جزئية الأعمال الصحية عنه ، ويقوم هذا الأخير بإسناد مصنعيات الأعمال الصحية لعمالة مقاول أصغر فى الوقت الذى يوفر هو لهم المواد المطلوبة ، وهكذا نرى أنه يمكن أن يوجد عدة مستويات من المقاولين (أربعة فى هذا المثال) فى نفس المشروع تحت تسلسل واضح وبتنسيق محدد ، وكل من هؤلاء المقاولين يقوم بالتنسيق مع المستوى الأعلى منه وإدارة المستوى الأدنى منه ليسير العمل بدون تعطيل.
(6) المقاول المدني ينفذ القواعد الخرسانية لخطوط أنابيب مقاول الميكانيكا
وحرى بنا أن نستدرك هنا توضيحا أن استخدام لفظة مستوى أعلى أو أدنى لا تعنى أولوية فى الأهمية أو حجم المقاول ، بل تعنى فقط موقع المقاول من المقاولين الآخرين فى مشروع بعينه. حيث أن موقع المقاول الرئيسى والفرعى ليس حكرا على تخصص دون الآخر وليس مؤشرا دقيقا لحجم مقاول مقارنة بالآخر على الإطلاق، فالمقاولون يتبادلون مستويات التنسيق والتشغيل بين مشروع وآخر ، فمثلاً: مقاول ميكانيكا وكهرباء قد يقوم بدور مقاول الباطن لمقاول أعمال مدنية فى مشروع إنشاء مجمع تجارى (مول)، بينما فى مشروع آخر (خط أنابيب بترول مثلاً) يكون هو المقاول الرئيسى بينما يسند الجزء الإنشائى فيه لمقاول الأعمال مدنية.
اقرأ أيضاً:
سلسلة عقود المقاولات
سلسلة علاقة المالك والمقاول
أرشيف موضوعات الموقع
سلسلة حساب تكلفة البناء
سلسلة حساب الكميات
هناك مكان للتعليقات والتساؤلات أسفل هذا المقال (وأسفل كل مقال)
تتم مراجعة التعليق قبل نشره ، من فضلك ارجع لنفس المكان لاحقاً لمشاهدة تعليقك وقراءة الرد.






بناء فيلا  بناء عمارة بناء منزل تصميم معماري مهندس معماري تصميم فيلا خرائط منازل تصاميم فلل تصاميم منازل خرائط منازل واجهات فلل تصميم فلل مخطط فلل التصميم المعماري تكاليف التصميم المعماري تصميم انشائي المخططات المعمارية مهندس انشائي مهندس مدني مقاول تسليم مفتاح مقاول عظم مقاول تشطيب حساب تكلفة البناء تكاليف البناء حساب حديد التسليح حساب كميات
House building plan construction design architecture civil engineer cost project quantity